إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

13‏/10‏/2011

المـصري والكـرة الشراب


اليوم كنت أشاهد التليفزيون .. وبالصدفة توقفت عند إحدي المحطات المعروفة .. وأثناء متابعتي لأحد البرامج الحوارية حسيت بفكرة ملحة بتدق باب أفكاري  .. حاولت كتير اتجاهلها لكن للأسف فشلت ..

الفكرة ببساطة كانت عن علاقة شبابنا المصري بالكرة .. وتحديداً ... بالكرة الشراب ! .. وده بالرغم من أن ما كان يعرض بالقناة إياها لم يكن له أي علاقة بالكرة أصلاً !!
المهم .. معرفش ليه وجدتها فكرة تستحق الدراسة !

زمان كانت علاقة الشباب المصري بالكرة الشراب تتلخص فى ذكرياتهم الجميلة النابعة من أجواء رمضانية تملأها الروحانيات وتطوف بها صواني الكنافة والكحك من بيت لبيت بين زحمة العيال فى الشارع  وسهرهم طول الليل لإتمام ماتش اليوم المحدد فى الدورة الرمضانية ..
وبنهاية كل شهر كريم يُعلنوا عن إسم الفريق الفرود فى المنطقة وتنتهي المنافسة ..
وتُرمى هذه الكرة بعد الإعلان مباشرة بعد أن عاشت ليالٍ من الشهرة والحماس .
وهي دي علاقة المصري بالكرة الشراب زماااان ! ..
بجد .....  علاقة حلوة جداً .

ولكن أثناء سرحاني فى تلك الفكرة الغريبة .. استوقفتني لقطة سريعة علي شاشة التلفزيون أمامي .. 
لم تكن لقطة رياضية  .. ولكنها وجهتني لسماع ما يقال ..
وبعد دقائق من المشاهدة الدقيقة ....... وجدت اختلاف كبير حدث فى هذه العلاقة  ..

فبعد أن عاش الشاب المصري سنوات من القمع والذل والفقر الذى كان يزداد مع كل يوم يحكمنا فيه المخفي الرئيس السابق .. وبعد أن تمكن شبابنا والحمد لله من خلعه وازالة الفساد بشكل مبدأي .. على أمل فى استكمال عملية التطهير خطوة بخطوة ..
وجدت إن الشاب المصري يقع فى مرحلة صراع حقيقية مع الفساد !

والغريب والملفت للنظر فى تلك المرحلة .. هو وجه الشبه الكبير الذى نشأ في نظري بين الشباب المصري والكرة الشراب .. والذي رأيته ينمو بوضوح مع كل كلمة تنطقها هذه المذيعة بالتلفزيون !

فوجدت أنواع وأشكال من التباين والإختلاف فى نفس الحلقة ... حكت لنا المذيعة فيها عن قصتين مختلفتين تماماً عن نفس الموضوع .. واحدة قبل الفاصل الاعلاني والآخرى بعده .. !
وهدفها كان واضح جداً طبعاً  .. وهو تحويلنا بكل بساطة من مشاهدين ومستمعين عقلاء إلي كرة شراب يتناقلها كل من له مصلحة شخصية فى إذاعة خبر معين أو صياغة الخبر بشكل أو بآخر .
ويا له من شعور سخيف .... أن يكون المصري كرة يتقاذفها مفسدون تحت لواء الإعلام !

ولم يقتصر حزني وأسفي فقط على فساد الإعلام  ..
لكني وجدت نفسي اتذكر مصير الكرة الشراب زمان ! ....
دائماً بعد اللعب والتسلي ........... تُرمى الكرة ويتم التخلص منها !
وراودني سؤال حزين ...........
هل سنتهاون فى أبسط حقوقنا في وجود إعلام محايد نزيه ! .. وهل سنسمح للمفسدين بتضليلنا واللعب بأفكارنا وتحويلنا من أصحاب حق وثورة إلي كرة شراب قد تُرمى فى النهاية ؟!

وبالطبع لم أجد رداً على سؤالي ... وقررت كتابته لعلي أجد من يواسيني !

لا تعليـــــــــق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق