إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

21‏/12‏/2011

اللقـطة الأخــــــيرة


دائماً ما يبهرني تلك النهايات فى آخر كل قصة أوحكاية .. ولا يوجد بهذه الحياة قصة بلا نهاية حتى وإن طالت وتفرعت أحداثها وتشعبت .. وظن الحاضرون فيها أنها لن تنتهي .
فالكل يبدأ من تراب وينتهي إلى ما بدأ عليه ليواريه التراب .. وما بين تراب وتراب تكون الرحلة المعهودة .. والتي تحمل بين طياتها أحداث ومواقف تشعل أفكار لتكوّن لدينا مبدأ أو درس نتعلمه من حياتنا أو ما سبق ورأيناه فى حكايات مضت مع آخرين .
وكالعادة لكل قاعدة شواذ .. فهناك أناس يبدأون وينتهون دون أن يعرفوا ماذا يحدث .. لا يصنعون القرار ولا يساندوا من يصنعه .. فقط يشاهدوا دون إتعاظ ولا إعتبار لما سبق .
يتخيلون أنهم قادرين على صنع نهايات مختلفة دون العمل على التغيير .. ويصدّقون صوت الذئاب على أنهم الحمل الوديع .
يتأخرون ويتأخرون .. مستندين فى التأخير على أن القطار لن يرحل دونهم .. وبالقطار يوجد متعجرفين وراكزين أحمالهم على ظهور من حولهم .. دون إستئذان أو إعتذار .
فالحاملون لا يعترضون لحمل أمتعتهم .. وقد يقبلون إعتذارهم - إن قدّموه - دون النظر للوقت ولا ما أهدر من جهد ولا عمل .
ولا أعرف إذا ما كنا شعب إعتاد الحمول .. أم أننا نحملها لسبب لا يعلمه إلا الحاملون ..
وإذا كنا إعتدنا التعب والشقاء .. فهل إعتدناه لدرجة الدفاع عنه بكل هذه القوة والإستمساك .
فإنني رأيت نهايات عديدة لأنظمة فاسدة .. رأيت من أخذ حرّيته بيده وبالقوة .. ورأيت من يأخدها بسلمية .. ورأيت من يناضل من أجلها حتى أصبحت الميادين بركة دماء مضنية .. ولكني أعترف ولأول مرة .. أنني أرى اليوم من تأتيه الحرية .. ويتمسك بالعبودية !
يا شعب إنهضــــــــــــوا ..
فاللقطة الأخيرة لن تكون كالمعتاد ، لن تحمل الصامتين منكم مرة أخرى وسط الزحام بعد الإنتصار .. اللقطة ستكون حاسمة وسيسجلها التاريخ لأبد الآبدين .
كونوا أحياء بالحق .. قبل أن يدفن الحق كله وتصبحوا أموات متحركين .
 

 

17‏/12‏/2011

دولتـــــا مصــر

نفس الأرض التي إعتدتها وعرفتها منذ الصغر .. الأرض التي تجمع أشكالاً وألوان من المصريين الآمنين بمختلف إتجاهاتهم ودياناتهم وعرقهم ونسبهم .
تراءَت اليوم لي أرضاً ووطناً من جديد ..
وطن ترابه صرخ بآلالام المجروحين من ابنائه .. تراب بعثرته رياح محمّلة بغاز دمر الرؤية وبدّل الصورة النقيه .. تراب حوّلته دماء إلي وحل وطين .. وحل غطى بسواده كل وجه مسئول على كل هذا اليــــوم الأليم ..
تراب لم يرتوي بعـــــد .. فالأرض اليوم قاسية على أولادها من هول ما عانت سنين من الظمأ والقهر والجهل والتجويع .
اليوم مصر بكيانها المعهود صارت ( دولتا ) مصر الجديدة ، مصر الشريدة بين طائفتين غير متكافئتين فى القوة ولا المبدأ ولا الإتجاه .
طائفتين أعلنتا الحرب دون دق لأجراس ولا نداء ..
فأصبحنا جميعاً لدينا دولتين :
 - مصر المنتخبة لأجل قبة صارخة مبهرة .. ينظر الأشخاص فيها للمستقبل من طرف صندوق إقتراع ، صندوق مبجل ملئ بالإستمارات  بعضها معبّر عن آراء حقيقية والبعض الآخر جعلها عملية ملطخة بجهل آراء ضريرة لا تعرف من إختارت ولماذا .. وأين هو القرار .
- ومصر الثائرة لأجل حرّية حقيقية ، من أجل ثورة قامت ولكنها لم تغيّر بعد فى الأمر شيئاً سوى الأسامي والمناصب والوجوه .
دفعت ثمناً غاليـــاً حصدته مصر المنتخبه أصواتاً ومقاعد ، دفعته مصر الثائرة دماءاً كي يحصدها الآخرون مقاعد دون رأفة ولا حساب لدم سال يوماً من أجل حرية التعبير التي يعيشوها اليوم !
دفعتها مصر أرواحاً فارقت دنيا الحياة لأجل أن نحيا خلفهم موقنين بالكرامة ، عاملين بالضمير 


قد يغضب البعض مني لأنني نَعتُ بلدي اليوم بالإنقســام ..

ليتكم حقاً تغضـــــبوا قبل أن تُصبح حطـــــام ..
بعد أن فلت الزمام وتبدلت كل المعاني والمبادئ ..
لم أكن سبب الفراق والإنقسام كي تلعنوني ..
ولن تكون حروف كلماتي سجيناً من جديد يدفع الثمن بحبس بعيد ، يولد الطفل هنــاك ولا يري للشمس يومها حتى الشعاع ..
تسجنون شخصاً ، يخلفه المئات ..
فلن تكون حروف إسمي مدرجة بقائمتكم السوداء والتي أعددتموها مخطئين فيها كل مبادئ الحسابات والقرارات ..
متوهمين أنه من مــــــــات ، مـــات ..
لن تكمموني لأنني واثقة بالله قبل الجميع :
بأنه لن تموت بلادنا الحرّة لكي يعيش بأرضها أشخاص ماتت الكرامة بدماءهم وأسودّت وجوههم وصفحاتهم بكل دفتر مصري أصيل ..
دفتر سجل الشهـــداء إسماً بعد إسم كي يعلم الكل المصيـر ،
لإنه بعد يومـاً أو سنين .. ستعلو طائفة الضمــــــير .
" مصــر المنتخبة "
" مصــر الثائرة  "

11‏/12‏/2011

أن تحـــــــمل نفــسك

أن تحمل نفسك بنفسك وتساعدها .. هو أنسب الحلول الآمنة لتفادي الوقوع في دائرة الإكتئاب الناتج عن خيبة الأمل المفاجئة بالأشخاص المحيطين .
فغــــالباً ما نضع كل آمالنا وطموحتنا فى أشخاص يبدو لنا قريبون ، فنزرع بهم كل ما نريد ونتمنى حصـــاده يوماً ، ونعتني بهم كزرع صغير ونرويهم من حناننا وعاطفتنا وإهتمامنا لأيام وشهور .. ولكن الغريب والواقعي بنفس الوقت هو أنه فى معظم الأحيان وبعد كل هذا العنــاء تأتي الثمار بما لا نشتهي ولا نتوقع .. فلا نستطيع تذوقها ، وتجعلنا فاقدين للشهية بصورة مفاجئة فلا نستطيع تذوق غيرها أيضــاً من الثمار وإن كانت أفضل بكثير وأشهى .. فنتحول لأشخاص بلا رغبة ولا إرادة فى الإختيار ..
فـنلوم أنفسنا ونوبخها على إهدار الوقت وإستنفاذ الطاقة فى زرع ما لا ينفع ..
وقد يزداد اللوم والتأنيب ليصل لحافة الإكتئاب والحزن والذي تتوقف قوته على قدر الجهد والعناء الذي أهدرنــــاه والوقت المستنفذ أيضاً .
ولذلك فإن أسلم الطرق وأبسطها للبعد عن تلك الحافة .. هو الإستمتاع بوجود أشخاص حقيقيين محيطين بنا ، والإهتمام بهم وإعطائهم الوقـت والعناية الكافية دون إعطاء أي فرصة لإقتحــام آخرين مزيّفين لحياتنا وسلب جزء من وقتنا وقوتنا في زرع الأمل والخير بأرض فى الأصـل كانت أرضاً بــور .
فإن إستطاعنا فعل هذا بصورة صحيحة ، نكون قد رسخنا أول مبادئ الإعتماد على النفس والإستقلال بشكل سليم وبدأنا أولى خطوات تكوين كيان مستقل يحميه جيش من التوجهات الفكرية المدعومة بعواطف إنسانية واعية تستطيع حماية كياننا دائماً من الوقوع فى دائرة الخطر أو دخول دوامة الإحساس بالإحباط المرهون بفعل الآخرين .



09‏/12‏/2011

هزيــــــمة عشق

بهزيمة معـلــــونة
وضّحت للحاضرين أساس الحـــــــــرب فين
وحكيت سنين واجعة بين الهوى وبين الحنين
صرخت بكل قوة وضعف ممزوج بين ده وبين
يمكن ألاقى إيدين تطبطب ع الجراح الموجوعين
يا هل ترى المحتار بشــــــــــوق المعشوقين
مختار قرار يصعب على فراقـــــــــه السنين
ولا السنين مزورع بجوفها الغدر والأحزان
يا هل ترى المحتـــــار بأرضك كان جبان
ولاّ الأسى والبُعـــــــــد بينـسّي اللى كان
واللي إنحكى واللى إتوعد أيــام زمـــان
" أحـــــــــب يمكن ينصلح قلبى الحزيـــن "
" ويفتح بيبان للنور يمحي سواد طول الأنين"
كـــــــــــلام نقوله كمعشوقين متغـرّبين
بــرّه أمانى الحـــــب وأراضى الحنين
يا موجــــــــــــــــــــــــــــــوعين
إتجمعوا بصراخ قلوبكوا اللى بكت مرّ السنين
وإتوحدوا يمكن يحسّـوا الآه وإيه إتعمل فينا وفين
يا موجــوعين وحاملين الأمل للحـــب والعاشقين
مهما تشوفوا لا تندموا ولا ترحلوا من جنة الصابرين
بكرة تلاقوا اللى إتسرق مردود بضعف الأجر وزيادة السنين


03‏/12‏/2011

الأمـانة فـــــــين ؟


الأمانة فى إيـد جدع ومهوش جدع
والخيانة فى دمه واخـــداه للبدع
الأمــانة شايلها حـامل للميـزان
بالصور والشكل والصوت والأديان
تبهرك أصوات حبايبه فى اللجان
اللى كانوا فى يوم مثال بيتقال للجبان
اللى بيسكت بالقلم وشـــدّ اللجام
الأمانة إتبهدلت فى إيدين سُخام
مسخوطين متمثلين ع الكراسى
ومصدّقين إن الحكاية بالتناسي
وإن الميدان حيفضى بشوية كلام
والقضية تتحفظ بدولاب قديـــــم
يتملي أسامي شهدا ومفقوديــــن
يا صور متعلقين للشكل على حبة حيطان
ومرصوصين للباشا بالأوامر ع البيبان
إحـــــــــــــنا مش حبة غنم
إحنا صرخة عالية دّوت م الآلم
مهما إفتعلتوا من الخطط ومن البدع
موجودين بالصبر والإصرار وصامدين للخدع
اللى إحترفتوها وسوقتوا بيها الثورة سوق
مهما عملتوا حيجي يوم وكل واحد راح يفوق
بصوت حينطق م الحجر ويدّوي فوق
للسمــــا السابعة يسمّــع الشهيد
ويحاسبكم بالورقة والقلم على حمل الأمانة
اللى واضح إنكم شايلنها مع أصل الخيانة


30‏/11‏/2011

سارق الإبتســـــامة


سارق من نوع محترف يُطبّق بكل المقاييس قاعدة الجريمة الكاملة .. فهو إلى الآن أستطاع بكل الصور والمعاني تحقيق هدفه وسرقة إبتسامة المصريين البسطاء فى كل مرة يحاولون فيها تجربة معنى السعادة وراحة البال .. تلك الإبتسامة المكسورة والتي نَجت من تـل الأحزان الذي يعيشوه يومياً  بين الأخبار والأسعار والمشاكل الشخصية .
وبالرغم من قدرتي على التخيّـل ككاتبة .. لكنّي مازلت لا أستطيع تخيّل نفسية هذا السارق المريض ولا مخططاته الإجرامية الملطخة بدماء الشباب ودموع الأهالى .
ويراودني دائماً نفس السؤال : كيف يقدر على كل هذا ؟ ..
وهل فقد كل معاني الإنسانية المتبقية لديه على مر السنين ؟! .. فهو بكل مرة يُبهرني بخطته المحكمة ودهائه الفريد الذى كسر كل حواجز الفساد الإجرامي وتخطاه بمراحل عديدة .
فخطته دائماً مرتّبة ، وجريمته دائماً مخدّرة للعقول كي لا يصل أحد إليه أو حتى يتعرف على كيــانه الأسـود .
والغريب فى الأمر هو قدرته الغريبة على التواجد بين الناس وإرتداء قناع العفّــة والطهارة .. بل ومواساتهم فيما حدث لهم والمطالبة بسقوط الفساد .. 
ولا يفرق حين ذلك وجود أحد يعلم من هؤلاء البُسطاء أنه هو الفساد نفسه أم لا .. فهو المتحكم الأول والأخيـــر بكل شكل وإن كان هذا التحكم يأتي من وراء ستار .
ولكنّي وسط هذا كله مازال لدي الأمل مثل الكثير من المصريين الباقين .. أمل فى الله ورحمته .. أمل يأتينا ولا نعرف مصدره وللأمانة نحن أصبحنا لا نُـريد حتى أن نعرف مصدره ..
فهذا الأمل البسيط هوعزائنا الوحيد الآن بكل لحظة تُسرق فيها فرحتنا وإبتسامتنا المكسورة .



28‏/11‏/2011

صباعي أزرق


صباعي أزرق مش لــونه بمبي
ومنين ما تزهق شوف لونه يا ابني
لون غامق أيـوه بس التحـــــــدّي
بيخلى لونه أبيــض ووردي
بيداوي جرحي وجرح البلد دي

حتي صباعي فرحان بيضحك
كان نفسه يختار يوم ويسحق
كل الفساد ويختـــــار لبكرة
نائب نضيف وعنده فكــرة

صباعي أزرق مش بمبي ليه
ده وقار وهيبة للناس يا بيه
صباع شــريف كتب النهار
اللي حيصبح يوم قــــــرار
للحُكم مهما الليل يطـــول
صباعي ده مش للفلول
مش للحكومة وللى خـــان
صباع جديد مش من زمان

شهد النهار على الأحـــرار
اللي بنوا فى الضلمة ســـور
بين الصباع وبين الفلــول
وصبح النهار صحصح وشاف
اللي إتعمل من إيد شريفة ولا تخاف
وقال للتاريخ إكتبلي يوم صُنع القرار
بصباع تحــيّة للثـــــــــوار

إنتخابات البرلمان المصري _ 2011

يـا مـطـــر ..

إمســــــــــــــــــــح يا مطر
إمسح آثار الإيد اللي إشتكت
إمسح دموع العين اللي بَـكت
إمسح ونسّينا الألم .. واللي إتعمل
نقّط رذاذ خفيف على باقى حرف اللى انكسر
وإكتب حروف صافيه على كل أوراق الشجر
دوّي يا صوت الرعد وارعب فى القلوب
اللي نـَست الذنوب واتجمدت وبقت حجر
دّوي يا صوت الرعد وسمّــع البشـر
صوت الأمـانة اللي إتنست واتبدّلت
شاهد يا نـور البرق ع اللي اتبهدلت
حكـايتها وخايفة ليجي يوم وتنكسر
شاهد يا برق ولاّ حتنسى وتعتذر
طب فكّره يا موج بيخبط فى الصخور
ب اللى إنتهى عشان متبقاش أرض بور
وسقاها من دمه فى يـوم بدْل العرق
خايف حبيبتى الحلوة تهوى و تنسـرق
مع إني عارف إن هى مُحصــنّة
ومؤمـنة ومتحكّمة فى كل الأمور
خايف لكن شجاع ، بغصب واثور
شبه المطر بيزيد بحــــور
أو يطفي نـار المنتظـــر
خايف لكنّي مش حقبل إني أكون
زي المطر يثور وينسى ويعتذر
سامع كلامي ولاّ حتنكر يا مطر



27‏/11‏/2011

سأعــــــــــــــــــود

سأعود من حيث أتيت وكان لي زمان
سأعود لنفسى وللشعور يوماً بالأمان
صادقتُ قلبي ولم توفّقني الآمال
عاهدتُ نفسي على تسلق الجبال
لكنّي لم أقوى ولم أنتصـر
صادقتُ قلبي بيومٍ عسِـر
صادقتُه وحلِفت أن أختارهُ
مهما الأمور تعسرّت
لكن قوة الأحزان تذمّرت
وأتتني من كل إتجـاه
صفعتني بكل قوة دون إختباء
أعطتني درساً مؤلماً فى الإختيار
علمتني من جديد كيف أصنع القرار
لكنّي لن أندم فى يوم على زمان
أعطيتُه وعَهدت أن أختارهُ
كي يمنح القلب الأمـان
سأعـود يوماً من جديد
لأصنع الحـلم المجيد
سأعود من زماني للزمن الجديد
وأصادق القلب الوحــيد
كي أحتضن معنى الأمان
سأعود م الأشواق إلى نفس المكان

25‏/11‏/2011

فـأر التجـــارب


يتخيل البعض أحياناً أنهم يستطيعون تكوين معامل للتجارب الإنسانية واعتبارها نوع من أنواع الإبتكار المُصرّح به آدمياً .. متجاهلين تماماً كل معانى المبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان البسيطة فى أن يحيا بحرّية وفي ظل وجود فعلي لعدالة إجتماعية .

فيبدأون فى رسم خطط ووضع سياسات تسعى بكل الصور والأشكال فى تحقيق أغراض فردّية بصورة تتسم بالنرجسية الواضحة مع كل صوت ينطق بقرار عنهم  ..
ويصنعون عالم آخر بقوانين وأعراف لا تُرضي أحداً غيرهم .

يطبّقون كل ما اشتهت لهم أنفسهم من أفعال وحشية على جموع الثائرين بشكل يتصورون به أنهم ملَكوا الزمام .

وفي حال أن تذمّرت الجموع وتسألت عن مصيرها .. يكذّبون وجود أصوات تنادي .. ويصدّقون صمت الجموع بالرغم من أصدائها الصارخة بكل مكان .

يتهافتون على كسب الأعادي مع كل يوم يسجنون فيه ويقتلون ..
وما إن احتدّ الإعتراض .. يعلنوا فشل التجربة أو عدمها من الأساس .. مخططين برجوعهم هذا لتجربة آخرى تحبس الأنفاس .. مستخدمين فيها نوع جديد من أسلحة باردة تقتل بإستنفاذ الوقت وصبر المعارضين .. متناسين معنى الإرادة أو متهاونين .

وما يؤلم حين ذلك هو قبول البعض بصورة فردّية لفكرة أن يكون فأر التجارب بمعاملهم .. متجاهلاً ألم التجارب نفسها أو معتاداً عليها ..
ولا يقبل نقاش ولا يسمع نــــــداء ..
ويُفضّل أن يحتمي في ظل ذئب على أن يُصادق الفرسان بكل ميدان !
فيصبح الألم بنفوس الثائرين مقسوماً بين جرح يلتقوه من الفساد وبين جهل طاح غدراً فى البلاد .. جهل يتخفّى بصورة الحماية والأمان .

" أُناس إرتضوا مُـرّ المعامل والتجارب والآلام ..
وأُناس قرروا كسر الحواجز للوصول إلى الزمام " .

قاتل .. يا مقتول .. في الحالتين منتصر

23‏/11‏/2011

جيل عجــــزت الأقـلام عن وصفه


 مثلي مثل معظم أبناء جيلي .. كنت أسمع عن بطولات الحرب من أبي وأقاربي خاصة فى المناسبات الوطنية .. وكنت أصاب بحالة مسيطرة من الذهول عندما أسمع قصة العم فلان الذي توفى فى الحرب ضد الأعداء .. أوعن آخرون من أصدقائه الذين أصيبوا بعاهات مستديمة جرّاء الحرب وفى سبيل الإنتصار على الصهاينة الأعداء .

ولكنّي لم أكن أتوقع أبداً أنني سأُمنح هدية غالية من الله واختبار حقيقي .. لم أكن أتوقع أنني سأعيش المحنة التي عاشوها وأمرّ بشدائد مثلما مرّوا .. أوأنني سأودّع يوماً شاباً لا أعرفه بدمعة حارقة وأستودعه عند الله شهيد وأسعي لردّ حقه وحقي معه .

لم أكن أعلم أن الحرب ستكون داخلية .. وأن الضرب سوف يكون من مصري لمصري .. لا يفرقهما سوى رُتبة وأوامر ميري من سفاح بلقب وزير ! ..

لم تكن الدماء بين دولتين .. لم تكن كذلك لتسمي بحرب .. لكنها ثورة حقوق .. ثورة أتت بحرقة وجوع كل مظلوم ..
ولم تكن الثورة ليوم .. بل دامت شهور .. استقبلت الأرض فيها الكثير وفُتحَت قبور لأجلها وسالت دماء ! ..

اليوم عرفت معني الكرامة وماذا تعني التضحية فى سبيل حرّية الوطن .. اليوم أدركت قيمة تراب بلادي .. وأيقنت أنني سيكون لدي مخزون من الذكريات لأحكيها لأولادي ..
فلقد تعلمت معني العزّة من إبتسامة الدكتور أحمد حرارة .. ومعني الإصرار من كل مصاب قرر العلاج سريعاً كي يعود للميدان .
عرفت معني الألم فى صرخة أم بمشرحة زينهم وعرفت معني الأمل من طبطبة أيد أب على كتف شاب مش ابنه ! ..
 

وندائي ورسالتي الآن لكل صوت خايف ومش عارف .. أو خايف يشوف الحق وبيعلل التأخير على إنه مش شايف .. 
الصورة واضحة يا سادة فى عز النهار والليل .. 
الصورة لا تحتاج سؤال ولا تعليق .. والحق واضح طريقه .. 
لا تجعلوا أنفسكم ممن يساندوا القاتل بقول يساند الفعل .. 
لا تجعلوا كلمتكم ضرب رصاص حي على ورد فى الميادين .. لأنه ببساطة لو اقترب الرصاص منكم أو من واحد من أولادكم حتصيحوا تقولوا الحق .. 
قولوه بإرادتكم بدل ما يجي اليوم وتصرخوا وتنادوا بعد ما يكون فات الآوان .. وركب السفينة ربّان جديد ظالم لا يعرف معنى الشرف والحق !

22‏/11‏/2011

قلمـــي إتقصفْ ••

    
قلمي إتقصفْ من قوة الأحزان
    من كتر ما نعى الشهداء بكل ميدان
    من كل آآه واجعة بتصرخ ألف صوت
    تحكي على شبابنا فى كل يوم بتموت
    قلمي أتوجع ما بالك الإيدين
    اللي بتكتب بيه حروف دموع العين
    قتلوا البراءة والإبتسامة بس تقول لمين
    إنه بيقتل روح ويصحصح النايمين
    إنه قتل أشخاص لكنّه مقدرشِ
    يقتل فى قلبنا روح إصرارنا ويمّشي
    مصري وصاحب قرار مش واحد م الضيوف
    وحامل الراية من غير تعب ولا خوف
    بيزلّزل الدنيا بصوته وهتافه
    منه اللي بان واتعرف ومنه اللي ولا شافه
    غير بس أصحابه واللي في يوم ساندوه
    هو البطل والأمل ورافع راس أبوه
    واللي عطاني الأمل إني مسلّمشِ
    وأحلف أجيب القلم واكتب ليوم تاني
    يحكي صباح النصر فى ربيع أوطاني


20‏/11‏/2011

" حــــــوار "

إسمك إيه ؟ ..
إسمي أنا " س " ..
مُت إزاي ؟ ..
مُت بطلق رصاص في الرآس وكتم أنفاس المصريين ..
طب والباقي ؟ ..
سايب أهلي وكل أخواتي فى كل ميدان ..
طب زعلان ؟ ..
عمري ما كنت ف يوم أنا أحلم أكون فى أمان ..
عارف طيب ابقى أنا مين ؟
حاسس ريحة أهلي فى صوتك .. ريحة شرف المصريين ..
طب أنا " م " ..
جيت أنا قبلك من أيام فاتت وسنين ..
يعني زميلي ؟! .. كنت زميلي فى وقفة إيه ؟ ..
كنت زميلك يوم فى يناير لمّا وقفنا ننادي لمصر ..
كنت زميلي فى وقفة مصر ؟! ..
ياما وقفنا ساعات وساعات ..
حتى أنا لمّا مشيت من بيتنا وجيت أنا جنّة الشهداء ..
كنت بشوفك أنت وأخويا بتحمي بلدنا من الأوغاد ..
كنت بحاول .. وسايب ورد ورايا حيفضل برضه يحاول ..
فاكر يوم ما أكلنا اللقمة بقسمة ١٠٠ ؟ ..
أيوه أنا فاكر .. كانت لقمة صغيّرة جداً بس هنية ..
" م " بيقول : أنا هنا مُت لآجل قضية ..
               : أنا هنا قبلك مستنيك لآجل الحرية ..
"س" بيقول : نفسى أكون آخر الشهداء ..
والاتنين هتفوا بحنين لروح الثوار :
.. بندعي نكون آخر الشهداء ..
.. ونفسنا مصر تحط سلاحها على الأعداء ..

تشييع جنازة أحد شهداء نوفمبر 2011

19‏/11‏/2011

نفس الكـــلام

نفس الجو ونفس السقعة .. 
نفس الضرب ونفس الخدعة .. 
نفس الخطابات نفس الشعارات .. 
نفس الإهانات نفس اللي مات .. 
نفس الفلول نفس الديول .. 
نفس الفساد نفس اللي فات .. 
نفس الإعلام نفس الإجرام ..
نفس الشباب نفس الآداب .. 
نفس العزيمة الحرّة الكريمة  ..
نفس الكلام ....... نفس النهاية وبكرة نمسك الزمام .

ميدان التحرير .. نوفمبر 2011 كما كان فى يناير نفس العام

جريمة قتـل آخــرى

طُعنَت ..
ضربات قاسمة تلقتها فى وسط الميدان ..
فى شمس النهار ..
تحت لواء حماية الوطن والأمن والإستقرار ..
جُرحَت وتنزف دون رحمة ولا حساب ..
لا تعلم هل عليها أن تتحرك أم أنه فات الآوان ..
ومن مات .. مات ..
إنها تحتضر ..
لكن الأمل فى رحمة العادل كبيرة ..
اليوم إما أن نكن أولا نكون ! ..

بدايــــــة ثورة مصرية جديدة .. فبراير2011

14‏/11‏/2011

تســــاؤلات

تساؤلات .. تساؤلات ..
تساؤلات كتير مع كل طلّة صبح على أرض البلد دي ..
بتسأل إمتى الخلاص ؟ ..
إمتى حنخلص م القرف ونحس بالاخلاص ..
إمتى حتنزل بنتي مدرستها فى أمان ..
إمتى حلاقي فعل واقع مش بس حنفية كلام ..
كلام بيوعد ولا بيوفي ولا بيشفي ..
ولا بيطفي نار المحروقين من الغلابة .. ولا بيكفي ..
تساؤلات كتير عن آخرة الظلم وقساه ..
الظلم مش بس اللي مات لكن اللي عايش فى الحياه ..
عايش بيلعن كل يوم سكت وطاطا للفساد ..
وفتح الطريق للمسعورين ينهشوا في لحم البلاد ..
تساؤلات بخطوط كتير ..
منها اللي أبيض واللي أسود ..
 
واللي بيقول الكلام على لسان حبة حمير ..
تساؤلات من مشتاقين ..
وعاشقين لتراب بلدهم بيحلموا يعيشوا راضيين ..
تساؤلات من زهقانين ..
ملّوا الحياه وعشيتهم المخنوقة بكلام الورق وحكاوي المذيعيين ..
تساؤلات متغربين ..
حبّوا الحياه فى بلاد بعيد قدرت تراعي الورد ..
عرفت تحبه بجد ..
مش طبطبة بحبة كلام ولا بتبني ألف سور ولا بتخنق باللجام ..
تساؤلات لا قدرت أحس إنها من غير حجاب ..
تساؤلات خلص الورق قبل ما ألاقيلها جواب .
.



13‏/11‏/2011

سلالم بيضــاء ... ♥


سلالم بيضاء تُهدي لطريقٍ هادئ ..
أودّع فيه كل متاعب قلبي الدافئ ..
وأبدأ به رحلة أحلم فيها أن لا تغادر ..
رحلة عمر تضئ بقلبي نور باهر ..
تأخذني بعيداً عن كل الأوطان ..
وتخلق لي كَون لا يعرفه أي زمان ..
أعرف فيه الحب بعشق ومعني الأمان ..
وأجد البسمة بعد سنين من الحرمان ..



11‏/11‏/2011

يا حُر فين أراضيك ؟


يا حُر فين أراضيك
تعبت أندْه فى الليالى نفسى فى يوم ألاقيك
يا حُر كيف تبقى صديق
اتعكز على إيديه ويفتح لي بيبان طول الطريق
يا حُر فين أصل الوجود
فين قولي أقدر ألاقي روحي واعرف ألاقيلك جدود
يا حُر فين قولي الطريق
نفسي فى يوم ارتاح واشم نسمة حرّة بليل عتيق
يا حُر فين ورد الصباح
صبحت أداري ع الجراح وادفن أمانينا الملاح
يا حُر فين راح البراح
مع كل ضربة فاس بأرضي صارت بتكشف ع الجراح
يا حُر فين آخر الطريق
صبري نفد أنا والشباب الموجودين هنا بالفريق
يا حر آاه .. فينك وفين !حقي وحق الموجوعين من الغلابة .. قولّي يا حُر .. أشكي لمين ؟




08‏/11‏/2011

الإسكندرية بلا أحزاب

حقيقه واقعيّة وملموسة لكل أهل هذه المحافظة .. فإحساسنا كأهالى محافظة هامة بالجمهورية بعدم وجود أحزاب شئ يستدعي الكتابة عنه ومشاركة باقى المصريين فيه بجميع فئاتهم وميولهم السياسية أو الحزبية .
فنحن أهالي الإسكندرية لدينا شبه حرية سياسية فى إختيار النواب فى إنتخاباتنا القادمة وشبه الحرية هذه نابعة من سيطرة وهيمنة حزبين بالأسم والتحديد دون باقي الأحزاب.
وكتاباتي هذه لم تأت من إحساسي بالرفض لنشاط أي منهما .. ولكن جاءت من خوفي من سيطرتهم على الرأي العام بالمال والإعلام والحملات فى كل شوارع المحافظة وهو ما يتعارض مع الحرية السياسية التي طالما حلمنا بها .
فإذا قررت التجول فى شوارع محافظتنا هذه الأيام ستجد ما يسر عينك من أنوار وزينه ولافتات بكل مكان .. ولكن لن تستمر سعادتك هذه ولا نظرتك المتفائلة طويلاً .. فسرعان ما تزول مع أول نظرة عين تقع على لافته عريضه تدعو لإنتخاب عضو بأي من الحزبين أو الإنضمام لهما.
وأسوأ ما ستراه هو سيطرتهم بالمال لا بالفكر والعمل !
وسيتهمني البعض الآن بالتحريض أوالإساءة لأي من الحزبين أو الهجوم على سياستهم .. ولكن إن نظر هؤلاء نظرة واسعة شاملة تتسع بصدره قبول الرأي الآخر سيجد أنني لا أهاجمهم بالعكس .. لكني مع حرية الرأي والتعبير وتعدد الأحزاب .. ولهذا أكتب ..
فأنا كأي مواطنة مصرية عادية .. أريد وجود فعلى لتعدد الآراء والتوجهات والأحزاب التي تتيح فرصة أفضل للإختيار بحرية حقيقية  ..
أريد أن أشعر أن هذان الحزبان جزء من الأحزاب الموجودة .. وليسوا كل الأحزاب !
وأي تعارض مع أي من سياستهم ليس بكفر ولا علاقة له بعقائد دينية.
أريد أن أري جهد فعلي يحدث من جميع الفئات والأحزاب لتحقيق إصلاح إجتماعي دون خطط شخصية أو مصالح فردية أو حزبية .
فما جعلني اليوم أكتب إليكم بهذا الموضوع .. هو شعور بالسخط سيطرعلي أثناء مروري بميدان رئيسي وهام بمدخل منطقة حيوية بوسط المدينة .. والذي لا أكاد أراه بوضوح من قوة الأنوار والكهارب المنتشرة بكل مكان والإستعدادات الخرافية الباهظة الثمن والتي تستدعي التساؤل عن المصدر والتمويل والأهم من هذا كله هو شعور هذا المواطن البسيط الذي بات يشكو طيلة شهر سابق من غلاء فواتير الكهرباء وغلاء المعيشة عامة ..
هل سيكون سعيداً بكل هذه الأنوار والإضاءات فى الوقت الذي يشعر هو بالظلم والقهر فى تقييم فاتورة إستهلاكه المنزلية !
حزني للموقف إستدعاني للقول البسيط بأن لدينا بهذا الموقف كهارب والعة وناس ضايعة .
وعلى الرغم من مظاهر البهجة السطحية التي رأيتها إلا أنني لم أعد أشعر بالسعادة لأنني على يقين تام بشعور موظف غلبان يرى كل هذا البذخ والإصراف لتحقيق مصالح سياسية والنداء تحت لواء الدين وباسم الشعب .
نريد إصلاح حقيقي ومراعاة لظروف مجتمعنا البسيط المحتضر اقتصادياً ..
نريد حملات هادفة حقيقية للإصلاح لا لكسب أصوات الفقراء بسد أفواهم ..
نريد حياة كريمة وطلب واحد لا يتجزأ تحت أي مسمي ..
وإن كان ما سبق هو مجرد سوء ظن مني أو شعور خاطئ .. فليتسع صدركم لإعتباره نصيحة .... فذكّر إن نفعت الذكرى !
توزيع السكر لكسب الأصوات الانتخابيـــة







05‏/11‏/2011

سياسة الصوت العـالي

لفت نظري فى الأيام الأخيرة بل والشهور الأخيرة ظهور نظرية وسياسة جديدة .. ولا أكاد أعرف هل هي من المساوئ أو من محاسن ما جاءت به بلدنا من ( بداية ثورة ) .
فبعد المرور المتكرر بأحداث متعددة ما بين الإعتصامات والإضرابات والتي نتابعها جميعاً يومياً .. وظهور بيّن لفساد مُضلّل من بعض الجهات الداخلية الباقية من نظام بائد والتي لم يحالفها الحظ بعد فى تمضية أسعد أيام حياتها وحياتنا برفقة مؤسسها سيادة المخلوع أو حاشيته .
وجدت بعد متابعة للأحداث ظهور واقعي وفعلي لسياسة مميزة الأداء .
سمّيتها " سياسة الصوت العالي " ..
والتي تتلخص في مبدأين :
من يتحدث ...... يأخذ .
ومن لا يتحدث .... يموت جوعاً !
وتُذكرني هذه السياسة بقصة من حواديت زمان المخيفه والتي كانت تروي قصة سيدة شريرة ظالمة لا تُطعم العاملين لديها إلا من طلب منهم وثار
" والغايب ملهوش نايب ".
وهو ما يمثل للأسف حال بلدنا فى الآونه الأخيرة بالواقع والأدلة .
فتجد وسط تيار الإعتصامات الشرعية والمحددة الأسباب والمطالب ( والتي لا تُجدي فى معظم الأحيان ) ظهور تيار موازي فى الشكل ومضاد فى المضمون يتحدث أيضاً عن إضرابات فئات معينة ولكن الفرق بين هذا الأول وذاك الثاني هو طريقة إستجابة الجهات المعنية لكليهما والتي باتت غير مقنعة ومريبة .
فتجد إعتصام هؤلاء الشبه-معتصمين يظهر ويختفي فى غضون أيام .. أو ساعات ! ..
تاركين خلفهم مجال واسع لظهور أسئلة فى ساحة التفكير المنطقى والتي يسألها المواطن المصري العادي سواء بصوت مسموع أو بتمتمة داخلية :
هل ملّ هؤلاء المعتصمين من المطالبة بحقهم بهذه السرعة ؟!
أم جاءتهم معجزة من السماء تٌحقق مطالبهم بأيد خفية على بُساط الريح وبسرعة البرق؟
وإذا كانت جاءتهم المعجزة .. فلم الكتمان ! ولماذا لم يصرّحوا بها لعلها تُجدي فى حل باقي الأزمات ؟
ويصبح المتضررالأول فى الموقف .. هو من طالب بحقه فعلاً .. بعد أن تاه وسط الصفقات واختلط بطريقة مؤسفه العاطل بالباطل !
ولم تقتصر السياسة السابقة فى تطبيقها على إعتصامات العاملين فقط .. بل إمتدت بفعل سحري لتنال من الرأي العام بأكمله .
فتجد فى نفس الجريدة على يومين متتابعين ... الخبر ونقيضه .. والإعلان عن قانون .. وإلغائه سواء بشكل صوري أو تعديل فعلي إعتباراً منهم أن هذا القرار ما كان إلا تجربة وعدّت !
وحينها لا تكاد تفهم هل هي وفرة فى الوقت لدى متخذي القرار في بلدنا ؟
أم أنهم مشتاقون لأيام الطفولة واللعب والمناهدة ؟
وكالعادة لا توجد إجابات وافية أو شافية لعلة الشعب المصري .. والذي يظل يتسأل بكل الصور والأشكال عن مصيره فى حال أن قرر الصمت ؟
وهل سيمضي باقي حياته فى الصراخ من أجل الطعام وحياة كريمة فى حين أنّه يكره هذه السياسة أساساً ويميل للسكينة  ؟!
سؤال لا إجابة له لدي أي من المواطنين .. ولم يبق لنا سوى الدعاء فى هذه الأيام المباركة بأن يأتينا قريباً من يعطي الحق بلا مناهدة .. ويقضي بالقول والفعل على سياسة الصوت العالي .
 

إعتصــــــــــــام

01‏/11‏/2011

خليك راجل علشان محدش يدوس عليك !!

الجملة دي سمعتها انهاردة من أم مصرية .. أم بتصرخ في إبنها الصغير بكل قوتها وعزمها علشان يفهم وميخفش !
مقدرتش أستوعب ليه بتقوله كده ؟ .... وليه الحرقة دي كلها ؟
لحد ما حد من الموجودين قاللّي دي أم لشهيد مات في ثورة يناير .. 
مات بيطالب بحقي وحقِك .
صدمتي كانت أكبر من أي إحساس ممكن يتوصف ..
وكل اللي سيطرعلى تفكيري فكرة واحدة ..
الست دي إبنها الكبير مات ... وبالرغم من الوجع والفراق بتصرخ فى إبنها الصغير علشان ميخفش من أي حد مهما كان ولا يسلّم وينسى القضية أو ينسى إن أخوه مات فى يوم علشان نتنفس إحنا نسمة حرية .
حاولت أخدلها كام صورة بعيني وأحفر تفاصيل ملامحها فى قلبي قبل عقلي علشان أقدر أرجع وأكتب عنها وعن إحساسي بوجودها وحماسها وحنانها اللي كانت بتوزّعه على كل الموجودين بنظرة عينها .. وعن كلامها الراضي بقضاء ربنا وقدْره .. قد إيه الإيمان به فى الوقت ده ممكن يكون صعب كالماسك بيده على جمرة من نار .
ربنا يثبتك يا أمي ..
حاولت بكل قوتي أمنع نفسي من البكاء .. فأنا مش أحق به منها.. ولا ينفع أواسيها وأنا العبد الفقير لله .. فهي لديها كنز حقيقي من الصبر والأمل منحه الله لها كوسام شرف حقيقي .
وراودني إحساس غريب يطرح سؤال عن بلدي .. وبسؤالي تخيّلت إبنها الشهيد وهو شايف بلدنا على حالها .. بتحتفل بنجاح ثورة مكملتش ومحاكمات مكملتش وحق شهيد مرجعش !
ساعتها بس مقدرتش أبص فى وش الست البسيطة الطيبة والراضية دي .. خُفت تيجي عيني فى عينها وتسألني حتى ولو بنظرة : عملتوا إيه علشان حق إبني ميضعش ؟!
سكت .... سكت زي ما ناس كتير ساكته ...
وصدمني أكتر لمّا فوقت على صوتها بتتكلم عن حقنا إحنا .. وبتسأل عاملين إيه وناوين تعملوا إيه علشان بكرة فى البلد دي يبقى أحسن ؟
قد إيه حسيت بوجع رغم الأمل اللي كنت بشوفه محفور فى كل حرف بتنطقه .
مشيت .. مشيت وأنا فى قمة فخري بإن ف بلدنا أم زيها .. ست بسيطة لكن فاهمة .. موجوعة لكن صابرة .. قلقانة لكن عيونها مليانه أمل فى بكرة وفينا .
أمل بدّعي بكل قوتي إننا نقدر نحققه ليها ولإبنها الصغير ... أمل إننا نكون أحرار فى بلد حرة وواعية بجد .. ومنحتفلش بثورة لم تكتمل بعد ! .
وعاهدت نفسي إني ححاول حتى ولو بأبسط طريق إني أرجع حق كل شهيد وأطهر بلدي من الفساد وأشتغل فيها بكل قوتي وطاقتي علشان بكرة يكون أحسن .
زيارة بسيطة علمتني أقول لنفسى ولولادي : " خليك راجل علشان محدش يدوس عليك " .. وأوعي تخاف وأنت صاحب حق .. أوعى تسكت على حق شهيد مات .. مات بيطالب بحقه وحقك .
" يمكن الزيارة اللي حكيت عنها تكون محصلتش على أرض الواقع ومانولتش شرف مقابلة أم لشهيد .. لكنّه واقع موجود بجد .. وأتمنيت مع كل حرف بكتبه إن الرسالة بمحتواها تكون وصلت لكل مصري بيحب البلد وفاهم يعني إيه دم الشهيد "

" النصر للثورة .. والمجد للشهداء .. لن نحتفل .. ثورتنا لم تكتمل بعد "

أم لشهيد تهتف بكل قوتها للحـــرّية

 

30‏/10‏/2011

السعـادة قـدر أم قرار ؟


نمر فى كثير من الأحيان بأزمات حياتية متعددة الأسباب والأشكال تصنع منّا شخصيات لا نكاد نعرفها .. فتجد منّا من يستطيع عبور هذه الأزمات وتخطيها بحكمة للوصول لبر الأمان وتجد منّا من يقع بشباكها دون قيام !  
ومع كل مشكلة نواجهها نجد تساؤلات منطقية تُولَد من رحم الأزمة وتطرح مجال للتفكير العميق بما يُمكن أن نستفيده منها فى المستقبل ، وتُتيح لنا التأمل فى حقيقة السعادة ومعناها .
فالسعادة الحقيقية تكمُن فى قدرتنا على تخطي الأزمات وإرادتنا الواعية فى إختيار الطريق المبسّط لتحقيق السعادة حتى فى أحلك الظروف .  
فليست السعادة قدْر نقع به أو يأتينا دون سعي وعمل .. ولكنها تنبع من أعماق النفس وتُولد بقرار متحد من العقل والروح معاً .
ومع كامل إدراكنا لكل ما سبق من كلمات نجد أنفسنا - في معظم الأحيان - نتجاهل هذا السر الخفي الموجود بإرادتنا وننسي أننا من يصنع اليوم بقرارتنا وأن السعادة ليست بقدْر والتعاسة ليست بنصيب . 
ولذلك لابد من كتابة هذه الكلمات البسيطة ووضعها دائماً نصب أعيننا كي لا ننساها مع أول أزمة نمر بها فى مدرسة الحياة .
فنتذكر دائما أننا إذا أردنا الحياه سعيدة سنجدها حتي وإن كان بها عقبات و صِعاب .. وإذا رضينا كونها تعيسة بائسة ستبقى كذلك بأعيننا حتى وإن كانت هنية صافية لا يشوبها شئ من العذاب .
فنحن من يصنع الحياه ويشكلها ويكسوها باللون الذي نختاره لها .
فلا تقبل العيش سلبياً تستقبل الأحداث وتجعلها تُشكّلك وتُغيّر مبادئك .
كن كما تريد وتحلم وستعطيك الحياة كل ما تمنيت وأردت .
فالسعادة قرار وإختيار وليست قدْر أو نصيب .


بالرغم من كل الظروف القاسية .. استطاعوا ايجاد مكان لنوم الكلب والقطة والكل " سعيــــــــد "