إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

01‏/11‏/2011

خليك راجل علشان محدش يدوس عليك !!

الجملة دي سمعتها انهاردة من أم مصرية .. أم بتصرخ في إبنها الصغير بكل قوتها وعزمها علشان يفهم وميخفش !
مقدرتش أستوعب ليه بتقوله كده ؟ .... وليه الحرقة دي كلها ؟
لحد ما حد من الموجودين قاللّي دي أم لشهيد مات في ثورة يناير .. 
مات بيطالب بحقي وحقِك .
صدمتي كانت أكبر من أي إحساس ممكن يتوصف ..
وكل اللي سيطرعلى تفكيري فكرة واحدة ..
الست دي إبنها الكبير مات ... وبالرغم من الوجع والفراق بتصرخ فى إبنها الصغير علشان ميخفش من أي حد مهما كان ولا يسلّم وينسى القضية أو ينسى إن أخوه مات فى يوم علشان نتنفس إحنا نسمة حرية .
حاولت أخدلها كام صورة بعيني وأحفر تفاصيل ملامحها فى قلبي قبل عقلي علشان أقدر أرجع وأكتب عنها وعن إحساسي بوجودها وحماسها وحنانها اللي كانت بتوزّعه على كل الموجودين بنظرة عينها .. وعن كلامها الراضي بقضاء ربنا وقدْره .. قد إيه الإيمان به فى الوقت ده ممكن يكون صعب كالماسك بيده على جمرة من نار .
ربنا يثبتك يا أمي ..
حاولت بكل قوتي أمنع نفسي من البكاء .. فأنا مش أحق به منها.. ولا ينفع أواسيها وأنا العبد الفقير لله .. فهي لديها كنز حقيقي من الصبر والأمل منحه الله لها كوسام شرف حقيقي .
وراودني إحساس غريب يطرح سؤال عن بلدي .. وبسؤالي تخيّلت إبنها الشهيد وهو شايف بلدنا على حالها .. بتحتفل بنجاح ثورة مكملتش ومحاكمات مكملتش وحق شهيد مرجعش !
ساعتها بس مقدرتش أبص فى وش الست البسيطة الطيبة والراضية دي .. خُفت تيجي عيني فى عينها وتسألني حتى ولو بنظرة : عملتوا إيه علشان حق إبني ميضعش ؟!
سكت .... سكت زي ما ناس كتير ساكته ...
وصدمني أكتر لمّا فوقت على صوتها بتتكلم عن حقنا إحنا .. وبتسأل عاملين إيه وناوين تعملوا إيه علشان بكرة فى البلد دي يبقى أحسن ؟
قد إيه حسيت بوجع رغم الأمل اللي كنت بشوفه محفور فى كل حرف بتنطقه .
مشيت .. مشيت وأنا فى قمة فخري بإن ف بلدنا أم زيها .. ست بسيطة لكن فاهمة .. موجوعة لكن صابرة .. قلقانة لكن عيونها مليانه أمل فى بكرة وفينا .
أمل بدّعي بكل قوتي إننا نقدر نحققه ليها ولإبنها الصغير ... أمل إننا نكون أحرار فى بلد حرة وواعية بجد .. ومنحتفلش بثورة لم تكتمل بعد ! .
وعاهدت نفسي إني ححاول حتى ولو بأبسط طريق إني أرجع حق كل شهيد وأطهر بلدي من الفساد وأشتغل فيها بكل قوتي وطاقتي علشان بكرة يكون أحسن .
زيارة بسيطة علمتني أقول لنفسى ولولادي : " خليك راجل علشان محدش يدوس عليك " .. وأوعي تخاف وأنت صاحب حق .. أوعى تسكت على حق شهيد مات .. مات بيطالب بحقه وحقك .
" يمكن الزيارة اللي حكيت عنها تكون محصلتش على أرض الواقع ومانولتش شرف مقابلة أم لشهيد .. لكنّه واقع موجود بجد .. وأتمنيت مع كل حرف بكتبه إن الرسالة بمحتواها تكون وصلت لكل مصري بيحب البلد وفاهم يعني إيه دم الشهيد "

" النصر للثورة .. والمجد للشهداء .. لن نحتفل .. ثورتنا لم تكتمل بعد "

أم لشهيد تهتف بكل قوتها للحـــرّية

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق