إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

23‏/11‏/2011

جيل عجــــزت الأقـلام عن وصفه


 مثلي مثل معظم أبناء جيلي .. كنت أسمع عن بطولات الحرب من أبي وأقاربي خاصة فى المناسبات الوطنية .. وكنت أصاب بحالة مسيطرة من الذهول عندما أسمع قصة العم فلان الذي توفى فى الحرب ضد الأعداء .. أوعن آخرون من أصدقائه الذين أصيبوا بعاهات مستديمة جرّاء الحرب وفى سبيل الإنتصار على الصهاينة الأعداء .

ولكنّي لم أكن أتوقع أبداً أنني سأُمنح هدية غالية من الله واختبار حقيقي .. لم أكن أتوقع أنني سأعيش المحنة التي عاشوها وأمرّ بشدائد مثلما مرّوا .. أوأنني سأودّع يوماً شاباً لا أعرفه بدمعة حارقة وأستودعه عند الله شهيد وأسعي لردّ حقه وحقي معه .

لم أكن أعلم أن الحرب ستكون داخلية .. وأن الضرب سوف يكون من مصري لمصري .. لا يفرقهما سوى رُتبة وأوامر ميري من سفاح بلقب وزير ! ..

لم تكن الدماء بين دولتين .. لم تكن كذلك لتسمي بحرب .. لكنها ثورة حقوق .. ثورة أتت بحرقة وجوع كل مظلوم ..
ولم تكن الثورة ليوم .. بل دامت شهور .. استقبلت الأرض فيها الكثير وفُتحَت قبور لأجلها وسالت دماء ! ..

اليوم عرفت معني الكرامة وماذا تعني التضحية فى سبيل حرّية الوطن .. اليوم أدركت قيمة تراب بلادي .. وأيقنت أنني سيكون لدي مخزون من الذكريات لأحكيها لأولادي ..
فلقد تعلمت معني العزّة من إبتسامة الدكتور أحمد حرارة .. ومعني الإصرار من كل مصاب قرر العلاج سريعاً كي يعود للميدان .
عرفت معني الألم فى صرخة أم بمشرحة زينهم وعرفت معني الأمل من طبطبة أيد أب على كتف شاب مش ابنه ! ..
 

وندائي ورسالتي الآن لكل صوت خايف ومش عارف .. أو خايف يشوف الحق وبيعلل التأخير على إنه مش شايف .. 
الصورة واضحة يا سادة فى عز النهار والليل .. 
الصورة لا تحتاج سؤال ولا تعليق .. والحق واضح طريقه .. 
لا تجعلوا أنفسكم ممن يساندوا القاتل بقول يساند الفعل .. 
لا تجعلوا كلمتكم ضرب رصاص حي على ورد فى الميادين .. لأنه ببساطة لو اقترب الرصاص منكم أو من واحد من أولادكم حتصيحوا تقولوا الحق .. 
قولوه بإرادتكم بدل ما يجي اليوم وتصرخوا وتنادوا بعد ما يكون فات الآوان .. وركب السفينة ربّان جديد ظالم لا يعرف معنى الشرف والحق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق