إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

05‏/11‏/2011

سياسة الصوت العـالي

لفت نظري فى الأيام الأخيرة بل والشهور الأخيرة ظهور نظرية وسياسة جديدة .. ولا أكاد أعرف هل هي من المساوئ أو من محاسن ما جاءت به بلدنا من ( بداية ثورة ) .
فبعد المرور المتكرر بأحداث متعددة ما بين الإعتصامات والإضرابات والتي نتابعها جميعاً يومياً .. وظهور بيّن لفساد مُضلّل من بعض الجهات الداخلية الباقية من نظام بائد والتي لم يحالفها الحظ بعد فى تمضية أسعد أيام حياتها وحياتنا برفقة مؤسسها سيادة المخلوع أو حاشيته .
وجدت بعد متابعة للأحداث ظهور واقعي وفعلي لسياسة مميزة الأداء .
سمّيتها " سياسة الصوت العالي " ..
والتي تتلخص في مبدأين :
من يتحدث ...... يأخذ .
ومن لا يتحدث .... يموت جوعاً !
وتُذكرني هذه السياسة بقصة من حواديت زمان المخيفه والتي كانت تروي قصة سيدة شريرة ظالمة لا تُطعم العاملين لديها إلا من طلب منهم وثار
" والغايب ملهوش نايب ".
وهو ما يمثل للأسف حال بلدنا فى الآونه الأخيرة بالواقع والأدلة .
فتجد وسط تيار الإعتصامات الشرعية والمحددة الأسباب والمطالب ( والتي لا تُجدي فى معظم الأحيان ) ظهور تيار موازي فى الشكل ومضاد فى المضمون يتحدث أيضاً عن إضرابات فئات معينة ولكن الفرق بين هذا الأول وذاك الثاني هو طريقة إستجابة الجهات المعنية لكليهما والتي باتت غير مقنعة ومريبة .
فتجد إعتصام هؤلاء الشبه-معتصمين يظهر ويختفي فى غضون أيام .. أو ساعات ! ..
تاركين خلفهم مجال واسع لظهور أسئلة فى ساحة التفكير المنطقى والتي يسألها المواطن المصري العادي سواء بصوت مسموع أو بتمتمة داخلية :
هل ملّ هؤلاء المعتصمين من المطالبة بحقهم بهذه السرعة ؟!
أم جاءتهم معجزة من السماء تٌحقق مطالبهم بأيد خفية على بُساط الريح وبسرعة البرق؟
وإذا كانت جاءتهم المعجزة .. فلم الكتمان ! ولماذا لم يصرّحوا بها لعلها تُجدي فى حل باقي الأزمات ؟
ويصبح المتضررالأول فى الموقف .. هو من طالب بحقه فعلاً .. بعد أن تاه وسط الصفقات واختلط بطريقة مؤسفه العاطل بالباطل !
ولم تقتصر السياسة السابقة فى تطبيقها على إعتصامات العاملين فقط .. بل إمتدت بفعل سحري لتنال من الرأي العام بأكمله .
فتجد فى نفس الجريدة على يومين متتابعين ... الخبر ونقيضه .. والإعلان عن قانون .. وإلغائه سواء بشكل صوري أو تعديل فعلي إعتباراً منهم أن هذا القرار ما كان إلا تجربة وعدّت !
وحينها لا تكاد تفهم هل هي وفرة فى الوقت لدى متخذي القرار في بلدنا ؟
أم أنهم مشتاقون لأيام الطفولة واللعب والمناهدة ؟
وكالعادة لا توجد إجابات وافية أو شافية لعلة الشعب المصري .. والذي يظل يتسأل بكل الصور والأشكال عن مصيره فى حال أن قرر الصمت ؟
وهل سيمضي باقي حياته فى الصراخ من أجل الطعام وحياة كريمة فى حين أنّه يكره هذه السياسة أساساً ويميل للسكينة  ؟!
سؤال لا إجابة له لدي أي من المواطنين .. ولم يبق لنا سوى الدعاء فى هذه الأيام المباركة بأن يأتينا قريباً من يعطي الحق بلا مناهدة .. ويقضي بالقول والفعل على سياسة الصوت العالي .
 

إعتصــــــــــــام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق