إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

30‏/11‏/2011

سارق الإبتســـــامة


سارق من نوع محترف يُطبّق بكل المقاييس قاعدة الجريمة الكاملة .. فهو إلى الآن أستطاع بكل الصور والمعاني تحقيق هدفه وسرقة إبتسامة المصريين البسطاء فى كل مرة يحاولون فيها تجربة معنى السعادة وراحة البال .. تلك الإبتسامة المكسورة والتي نَجت من تـل الأحزان الذي يعيشوه يومياً  بين الأخبار والأسعار والمشاكل الشخصية .
وبالرغم من قدرتي على التخيّـل ككاتبة .. لكنّي مازلت لا أستطيع تخيّل نفسية هذا السارق المريض ولا مخططاته الإجرامية الملطخة بدماء الشباب ودموع الأهالى .
ويراودني دائماً نفس السؤال : كيف يقدر على كل هذا ؟ ..
وهل فقد كل معاني الإنسانية المتبقية لديه على مر السنين ؟! .. فهو بكل مرة يُبهرني بخطته المحكمة ودهائه الفريد الذى كسر كل حواجز الفساد الإجرامي وتخطاه بمراحل عديدة .
فخطته دائماً مرتّبة ، وجريمته دائماً مخدّرة للعقول كي لا يصل أحد إليه أو حتى يتعرف على كيــانه الأسـود .
والغريب فى الأمر هو قدرته الغريبة على التواجد بين الناس وإرتداء قناع العفّــة والطهارة .. بل ومواساتهم فيما حدث لهم والمطالبة بسقوط الفساد .. 
ولا يفرق حين ذلك وجود أحد يعلم من هؤلاء البُسطاء أنه هو الفساد نفسه أم لا .. فهو المتحكم الأول والأخيـــر بكل شكل وإن كان هذا التحكم يأتي من وراء ستار .
ولكنّي وسط هذا كله مازال لدي الأمل مثل الكثير من المصريين الباقين .. أمل فى الله ورحمته .. أمل يأتينا ولا نعرف مصدره وللأمانة نحن أصبحنا لا نُـريد حتى أن نعرف مصدره ..
فهذا الأمل البسيط هوعزائنا الوحيد الآن بكل لحظة تُسرق فيها فرحتنا وإبتسامتنا المكسورة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق