للنفوس أمراض لا تقل فى خطورتها عن تلك الأمراض التى قد تصيب أجسادنا ونعانى منها ونشعر بالذعر لو فكرنا فى مجرد الإصابة بها .
فإذا كنا نهتم كل هذا القدر بأمراض الجسد الفاني والذى سيتحول يوماً ويؤول لمصدره الأصلي ويواريه التراب .. فماذا عن النفس التى هى محركنا الأساسي ، فبها نحس ونشعر نغضب ونفرح ، نحب ونكره وهي ما تجعلنا نحس بطعم الحياة ونسعد بها ..
ألا تستحق هذه النفس التفكير بها وبمتطلباتها وأساليب عنايتها ووقايتها من الأمراض التى قد تصيبها خلال رحلتنا الحياتيّة .
إن أمراض النفس كثيرة وتختلف من شخص لآخر وأفضل طرق العناية بالنفس هى التحدث معها ومصادقتها ومراعاة احتياجتها .. فلا تقهر نفسك بأمور الحياة فتُضعف مناعتها وتسمح لأنواع من الأمراض المعقدة بإختراقها كالحسد والحقد والشعور بالنقص .. ولا تفعل النقيض فتدللّها فتفسد وتعاني من التواكل والفشل المتلاحق فتجعل منها نفس عاجزة عن المشاركة فى تنمية المجتمع .
فاحرص على نفسك أكثر من حرصك على جسدك ومظهرك وتعامل معها بحرص ، كن لها كالقاضي العادل الذى يُمسك بميزانها فإن مالت قوّمها وإن تهاوت رفعها .. فهي رغم قوتها تجدها رقيقة كالزهرة كلما اعتنيت بها ازدهرت وملئت الدنيا بعبيرها وأعانتك للوصول لأعلى مراتب النجاح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق